انتخابات بلدية إسطنبول أيامٌ قليلة تفصلنا عن معرفة الفائز
يرجع تاريخ الانتخابات البلدية التركية إلى ما قبل 130عاماً، فقد حدثت الانتخابات للمرة الأولى في عام 1877، وتعتبر انتخابات بلدية إسطنبول من أهم الانتخابات التي تحدث كل خمس سنوات كون البلدية من أكبر بلديات تركيا وأهمها . فكيف يبدو المشهد اليوم مع اقتراب موعد الانتخابات؟ واحتدام الصراع بين الحزب الحاكم والحزب المعارض للفوز بالانتخابات؟
المرشحون لانتخابات بلدية إسطنبول
وصل عدد المتنافسين على رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات التي ستعقد بتاريخ 31آذار الحالي إلى 49شخصاً بينهم 22مرشحاً حزبياً و27مرشحاً مستقلاً في السباق على المنصب الذي أوصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الحكم لأكثر من عقدين.
وعلى الرغم من العدد الكبير للمرشحين إلا أن التنافس الحقيقي محصور بين شخصين هما “مراد كوروم” المرشح عن حزب العدالة والتنمية و “أكرم إمام أوغلو” المرشح عن حزب الشعب الجمهوري والرئيس الحالي للبلدية منذ عام 2019.
أهمية انتخابات بلدية إسطنبول
تعتبر مدينة إسطنبول الخزان البشري والاقتصادي لتركيا والولاية التي تتركز فيها العديد من المشاريع الكبرى ولا تقل أهمية الانتخابات البلدية في تركيا عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بسبب ما تتمتع به البلديات من صلاحيات واسعة تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس في الصحة والتعليم والمواصلات والطرق والحدائق والنظافة وغيرها من شؤون الحكم المحلي. وللبلديات في تركيا موازنات ضخمة تحصل على جزء منها من الدولة والجزء الآخر من الرسوم والضرائب.
لذا يولي الشعب التركي اِهتماماً خاصاً لانتخابات بلدية إسطنبول ومن الجدير بالذكر أن 18%من إجمالي الناخبين المسجلين موجود في إسطنبول أي أن 1من كل 5ناخبين يقيم في هذه المدينة.
أردوغان يعلن عن مرشح حزبه لانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السابع من يناير عن مرشح حزبه الحاكم “حزب العدالة والتنمية” لانتخابات بلدية إسطنبول الكبرى بالإضافة لأسماء 25 مرشحاً آخرين كما كشف عن أسماء 11مرشحاً لرئاسة بلديات المدن الكبرى التالية: إسطنبول وآيدن وباليكسير وبورصة ودنيزلي وأرضروم وأسكي شهير وقوجة إيلي وموغلا وأوردو وصامصون
فمن هو مراد كوروم مرشح الحزب الحاكم لرئاسة بلدية إسطنبول؟!
ولد مراد محمد كوروم يوم 7مايو/أيار 1976 في منطقة “تشانكايا” بأنقرة بدأ مساره المهني في مجال الهندسة المدنية عام 1999 وعمل على مدى سنوات في مجال الإنشاءات في العديد من مؤسسات القطاع الخاص في شتى أنحاء تركيا.
وفي العام 2005 انضم إلى مؤسسة “إدارة تنمية الإسكان الجماعي” Toki وعمل خبيراً في القسم التنفيذي فيها بأنقرة وفي عام 2006 أصبح مدير الفرع التنفيذي فيها بأنقرة وفي عام 2006 أصبح مدير الفرع التنفيذي للمؤسسة في القسم الأوروبي من إسطنبول وخلال فترة عمله تولى مسؤولية أكثر من 100موقع بناء في إسطنبول وكذلك أدار العمل في أكثر من 25موقعاً في ولايات أخرى
وفي العام 2009 تولى منصب مدير عام شركة Emlak Konut للإنشاءات وعضو مجلس الإدارة فيها واستطاع بعد توليه إدارة الشركة إنجاز مئات آلاف المساكن بعد أن كان مجموع ما أنجزته الشركة 25ألف مسكن فقط.
وفي العام 2018 تولى منصب وزير البيئة والتخطيط العمراني الذي كان منعطفاً هاماً في تاريخه السياسي حيث استطاع إنشاء 365ألف وحدة إسكان، ونظم عبر مؤسسة Toki حملات إسكان جماعي لمساعدة المواطنين ذوي الدخل المنخفض على امتلاك منازل.
إنجازات مراد كوروم خلال الكوارث الطبيعية التي ضربت تركيا
عقب زلزال فبراير 2023 الذي ضرب العديد من الولايات التركية وخلف خسائر في الأرواح وأضراراً واسعة بالمباني والبنى التحتية، أقام كوروم في المنطقة المنكوبة ما يقارب شهرين وتحت إشرافه تم إنشاء 180 ألف مسكن مؤقت بالتعاون مع مؤسسة Toki وشركة Emlak Konut
وعمل كوروم على تقوية المباني، والتأكد من سلامة عشرات الآلاف من المساكن ضد مخاطر الزلازل والكوارث الطبيعية، وخاصة في ولاية إسطنبول التي تنتظر زلزالا كبيرا بحسب التوقعات، وقاد حملة “النصف علينا” التي أعلن عنها الرئيس أردوغان، والتي تدعو لمشروع تحول عمراني في إسطنبول، تتكفل فيه الحكومة بنصف تكاليف إعادة بناء المباني القديمة.
وأولى كوروم كذلك اهتماماً بالولايات الأخرى، وقام بجولات ميدانية وتفقدية بلغت نحو 450 زيارة إلى 81 مدينة
وفي مجال الحفاظ على البيئة، نشط في تحقيق مشروع “صفر نفايات” الذي قام تحت رعاية السيدة الأولى أمينة أردوغان، كما عمل على زيادة المساحات الخضراء في المدن وإنشاء الحدائق العامة، وبدأ العمل على إقامة 484 حديقة عامة، 39 منها في إسطنبول وحدها.
المسؤوليات والمناصب
شغل مراد كوروم العديد من المناصب والمسؤوليات عبر مساره العملي والسياسي، أبرزها:
- مدير القسم التنفيذي في مؤسسة “إدارة تنمية الإسكان الجماعي” Toki فرع إسطنبول الأوروبية بين العامين 2006 و2009.
- المدير العام لشركة “Emlak Konut” بين عامي 2009 و2018
- وزير “البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي” بين العامين 2018 و2023.
- نائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية في الدورة الـ 28 عام 2023.
من هو أكرم إمام أوغلو مرشح المعارضة لرئاسة بلدية إسطنبول؟
ولد أكرم إمام أوغلو في الثالث من يونيو/حزيران 1971 في قرية جيفيزلي التابعة لمنطقة أكشابات في ولاية طرابزون شرقي تركيا، لأب تاجر وأم مزارعة.
التحق بكلية الاتصالات في جامعة جيرن الأميركية وفي العام 1990، انتقل للدراسة في كلية إدارة الأعمال بجامعة إسطنبول وتخرج فيها.
أكمل مرحلة الماجستير في جامعة إسطنبول في قسم الموارد البشرية والإدارة عام 1995، لكنه لم يواصل تعليمه العالي، وأتمه بعد سنوات طويلة مستفيدا من العفو الطلابي بعدما أصبح رئيس بلدية بيليك دوزو بمدينة إسطنبول.
النشاط السياسي
تم تعيين إمام أوغلو رئيساً لمنطقة بيليك دوزو في حزب الشعب الجمهوري عام2009، وأعاد هيكلة المجلس الإقليمي للحزب، وبعد فترة قصيرة أصبح أول رئيس منطقة يتم انتخابه من قبل المؤتمر الإقليمي التابع لحزب الشعب الجمهوري.
أعيد انتخاب إمام أوغلو رئيسا لمنطقة بيليك دوزو في المؤتمر الثاني لحزب الشعب الجمهوري في 2012، قبل أن يستقيل في 15 يوليو/تموز 2013 من هذا المنصب تمهيدا للمشاركة في الانتخابات المحلية في العام التالي.
ثم تولى منصب رئيس بلدية إسطنبول عام 2019 بعد منافسة شرسة مع “بن علي يلدرم” مرشح حزب العدالة والتنمية ولكن فترة توليه لهذا المنصب كانت محط جدلٍ واسع بين مؤيد ومعارض خصوصاً مع الحوادث الكثيرة التي شهدتها المدينة حيث يكون في كل مرة خارج المدينة.
دعوى إهانة موظفين عموميين
وفي العام 2019رفع أعضاء الهيئة العليا للانتخابات برئاسة “سعدي غوفن” دعوى قضائية بحقه إثر وصفه لهم بلفظ “حمقى” في تصريح صحفي له في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، ووفق الدعوى فقد “أهان رئيس بلدية إسطنبول علانيةً موظفين عموميين بسبب قيامهم بواجباتهم”.
وحكمت المحكمة في 14 ديسمبر/كانون الأول من العام 2022 على إمام أوغلو بالسجن مدة عامين و7 أشهر و15 يوماً وإيقافاً عن العمل السياسي وفقاً للمادة 35 من قانون العقوبات التركي.
ما هي مهام وصلاحيات رئيس بلدية إسطنبول؟
لرئيس البلدية مهام كثيرة حيث يعتبر الرأس الإداري للبلدية وفيما يلي نذكر لكم بعض هذه المهام:
- الإشراف العام على البلدية.
- توجيه وإدارة التنظيم البلدي.
- حماية حقوق ومصالح البلدية.
- إعداد مقترحات الميزانية.
- ضمان تحصيل المستحقات والعائدات.
- إبرام العقود نيابة عن البلدية.
- قبول التبرعات وتوفير المدخرات اللازمة.
- تمثيل البلدية.
- تعيين موظفي البلدية.
- تفويض الصلاحيات.
- إنشاء مراكز خدمات.
- القيام بخدمات النقل العام داخل المنطقة الحضرية
- ضمان حماية البيئة والمناطق الزراعية ومجمعات المياه، وفقاً لمبدأ التنمية المستدامة والتشجير.
- تنفيذ خدمات المياه والصرف الصحي، وإنشاء وتشغيل السدود وغيرها من المرافق اللازمة لذلك.
- إنشاء المباني والمرافق الصحية والتعليمية والثقافية، وصيانة وإصلاح المباني والمرافق المتعلقة بهذه الخدمات من المؤسسات والمنظمات العامة، وتقديم الدعم المادي اللازم.
- بناء وتشغيل المرافق الاجتماعية والحدائق الإقليمية وحدائق الحيوان والملاجئ الحيوانية والمكتبات والمتاحف ومراكز الرياضة والترفيه، وغيرها من الأماكن التي تخدم البلدية.
وهكذا فإن تولي منصب رئيس البلدية وخصوصاً لمدينة هامة مثل إسطنبول ليس بالأمر السهل لذا تبدو المنافسة في انتخابات بلدية إسطنبول شرسةً للغاية حيث يسعى كل من مرشح حزب العدالة التنمية “مراد كوروم” ومرشح حزب المعارضة “أكرم إمام أوغلو” للفوز برئاسة بلدية إسطنبول وما هي إلا أيام قليلة حتى موعد الانتخابات فمن يا ترى سيفوز برئاسة بلدية إسطنبول للسنوات الخمس القادمة؟!
المصادر
